كبوة تلو الأخرى وهزيمة تلو هزيمة وجماهير الأبيض تظهر فى المدرجات بالأسود احتجاجاً على أداء ناديها، مشاهد لا تعبر عن القلعة البيضاء، مشاهد تفقد الكرة المصرية متعتها، فغياب أحد القطبين عن المنافسة لا يعنى سوى خسارة كبيرة من المتعة الكروية لجماهير ومحبى الكرة المصرية، ولا سيما أن هناك أسباب وراء كل مايحدث، ولا تزال الأسباب الحقيقية مبهمة وراء خسارة الزمالك لهذا الكم من المباريات، فلا أحد يعلم أهى مشاكل إدارية بالنادى، أم أن اللاعبين لم يحصلوا على مستحقاتهم، أم أن شبح الخطيب كما كان يدعى مرتضى منصور عاد مرة أخرى ليلحق بالنادى كل هذه الكبوات، أم أن هناك أسباب أخرى لا أحد يعلمها.
ولا يعبر المشهد العام لنادى الزمالك عن تاريخه، فالتخبط الإدارى الذى يحدث، وفقدان الفريق أبرز نجومه، والأموال الطائلة فى صفقات “السبوبة”، كلها أسباب جعلت الفريق فى منحدرٍ من الهزائم، لا يعلم نهايته أحدٌ، فمن العجيب والفريد فى عالم الكرة أن يتم إستبعاد مدير فنى لفريق فى الأسبوع رقم ١٥ من البطولة المحلية ويتم توليه مرة أخرى فى الأسبوع رقم ١٧ من نفس البطولة، ومن العبث أن يتم التفريط فى أبرز نجوم الفريق دون الدفع ببدائل بنفس كفاءة من رحلوا.
ويمكن للمسئولين بنادى الزمالك إن لم تكن هناك جدوى من الصفقات أو أعضاء الفريق الحالين أن يتجهوا لدورى الحرافيش (دورى الدرجة الثانية)، فلفظة “دورى المظاليم”، قد تجنى على مواهب الدرجة الثانية الذين لم ينقذهم الحظ أو الواسطة للالتحاق بأندية الممتاز، فقد يكون الحل حقاً أمام أعيننا ونحن فى غفلة عنه، فالتاريخ الكروى المعاصر يحمل أدلة على أن دورى الحرافيش يحمل مواهب قد تكون تكون هى الحل، وخير برهان على ذلك هو نجم الكرة المصرية محمد أبو تريكة لاعب خط وسط النادى الأهلى السابق، فقبل أن ينتقل إلى صفوف النادى الأهلى كان واحداً من هؤلاء الحرافيش، فقد كان يلعب كناشئ بنادى الترسانة ثم صعد إلى الفريق الأول بالنادى، وبعدها حالفه الحظ ليلحق بالنادى الأهلى ويسطع نجمه ويصبح من أبرز نجوم الكرة المصرية.
يذهب الجميع ويبقى تاريخ ميت عقبة لأبناءه، وجماهير الأبيض ستظل درعاً لقلعتهم، ولن تموت هتافات التالتة يمين مهما لحقت النكائب بناديهم، ولا شك بأن ظلام هذه الفترة سينجلى وإن طال، وسيعود الزمالك لطاولة المنافسة المحلية والقارية من جديد.