خريطة إفريقيا الكروية.. نمور صاعدة و أسود تصارع الفشل

"خريطة إفريقيا الكروية".. نمورًا صاعده و أسود تصارع الفشل

تغيرت خريطة كرة القدم في قارة إفريقيا في السنوات الـ 10 الماضية ومازالت تأخذ طورها الجديد نحو الاختلاف بشكل كبير خلال السنوات القادمة، وقد نشهد في أحد المنافسات القارية القادمة، غياب الأسود التي تعودنا عليها أن تصول وتجول في أرجاء أدغال إفريقيا دون أن تخشي أحد، ليحل محلها النمور الجديدة التي بدأ نجمها في الظهور علي الساحة الكروية السمراء.

 

فعلي مدار السنوات الماضية، بدأت خريطة إفريقيا في عالم الجد المدور تأخذ شكلًا جديدًا لم نكن نألفه من قبل، أو يمكن أن نقول أو نتصور في يومًا من الأيام أن نري ونتابع أن كرة القدم الإفريقية بدأت تغير جلدها الذي ارتدته لعقود زمينه طويلة، منذ أن وجدت اللعبة الشعبية الأولي طريقها بقارة الذهب الأسمر.

 

ففي تلك الفترة التي نعيشها اليوم لم تعد تلك الخريطة التي كان الجميع يتصور أحداثها حتي وأن لم تكن بدقة كبيرة بعد سير أحداث المباريات في المسابقات القارية علي مختلف الأصعدة، إلا أنه كان باستطاعتنا وضع السيناريوهات المحتمله بكل سهولة، لأي منازلة يخوضها كبار القارة أمام المنتخبات المغمورة والتي لا تملك تاريخًا كرويًا مشابه لتلك التي دونت بأحرف من ذهب اسمها في سجلات التاريخ في عالم الجلد المدور بإفريقيا.

 

لكن اليوم ونحن نتابع الأحداث الإفريقية سواء علي مستوي المنتخبات أو الأندية، اصبحنا نري أن الدول التي كانت مجهولة في أدغال إفريقيا ولم يكن يعلم عنها أحد سوي أنها أحد دول القارة، إلا أن هؤلاء الصغار صاروا اليوم في طور شبابهم وقادرون علي نبش أجساد كبار القوم الذين ضربتهم شيخوجه الزمن، ولم يعدوا قادرين علي مواكبة الأحداث والتطور الشديد الذي شهدته الساحرة المستديرة علي مستوي العالم.

 

فهؤلاء الصغار وضعوا لأنفسهم خطة تطوير شاملة في عالم كرة القدم، حتي يكون لهم أسماءً كبيرًا داخل القارة السمراء في المستقبل، فهم تعلموا من أخطاء من كان كبارًا في الماضي، ويزعمون أنه لا يوجد أحد قادر علي أن يبلغ ما وصول إليه في تلك اللعبة، إضافة إلي أنه أخذوا من تجارب الغرب الناجحة كألمانيا التي وضعت لنفسها خطة بعد فشل التتويج علي أرضها بكأس العالم 2006، لتعود بعد 8 سنوات وعلي أرض البرازيل لتفوز بلقبها الرابع وتحرج كبار إمريكا اللاتنية في قاراتهم أمام أعين جماهيريهم.

 

وكذلك لايمكن أن نغفل الخطة الفرنسية الشاملة حتي وأن كانت قائمة علي تجنيس المواهب الكروية، إلا أنهم في النهاية حققوا ما كانوا ينشدونه منذ مونديال 1998، ووصول إليه في عام 2018 باريس، وتأهلوا إلي نهائي المسابقة في النسخة الماضية، وكذلك الخطة الإمريكة الناجحة والتي بدأت تحصد ثمارها في السنوات الماضية، فالولايات المتحدة الأمريكية التي لم تظهر علي ساحة التتويج في قاراتها الشمالية إلي في أواخر التسعينات من القرن الماضي، أصبحت منافسًا شرسًا مع المكسيك سيده القوم هناك علي البطولة.

 

كل هذه التجارب الناجحة نهلت منها دول القارة السمراء الصغيرة، حتي بدأت تحصد نتائجها بمنتخبات شبابها أو حتي أنديتها، وإن لم يكن لها نصيبًا في التأهل إلي الأدوار الحاسمة، وحصد لقب البطولة، لكن يكفيهم أنهم استطاعوا أن يضعوا أنفسهم أمام أعين الجميع حتي يدركوا أن العهد الذي سبق قد حان له الوقت بأن يتغير، وأن تعرف إفريقيا أن أسودها الذين ارتفع أصواتهم في الماضي، وكانت ترعب النمور الصغيره، لم تعد اليوم كما كانت لن تلك النمور صارت في مرحلة الشباب وقادرة اليوم علي أخذ كرسي العرش الإفريقي من تحت أقدام الأسود، في حالة لم تستفيق الأولي بسرعة من أجل الحفاظ علي مكانتها التي روت قصتها وملاحمها بعرق أبنائها علي الشعب الأخضر.

 

فبطولة الشباب التي تقام حاليًا في مصر أعلنت أن هناك نمرًا أفريقيا قادم بقوة وسوف يتلتهم اليابس من تحت أقدام الأسود إن لم تأخذ حذرها في المستقبل، فالمنتخب جامبيا الذي تمسع عنه القارة السمراء لأول مرة يشارك في مسابقة ينظمها الاتحاد القاري سواء لفئة الكبار أو الصغار، تأهل إلي الدور الفاصل من أجل ضمان مقعدًا في مونديال الشباب القادم.

 

فلا يمكن أن نندهش في المستقل إذا وجدنا أن عدد الأسود في المسابقات القارية بدأ يقل تريجيًا في البطولة، وأن النمور أخذت مكانه لتصبح منافسًا شرسًا علي القب الإفريقي، لكي تنهي زعامه الأسود، فمن يعمل ويضع أمام نصب أعينه أهمية التغيير والتطوير هو الوحيد القادر علي نيل المجد، وتحقيق الأهداف، ووقتها ستقول القارة السمراء من أقصي شمالها إلي أقصي جنوبها “لا عزاء للفشلين الذين ركنوا إلي تاريخهم وتركوا المستقبل يهرب من بين أصابعهم”، وحينها سترفع القبعة لتحية هذه النمور التي لم تيأس وحاربت من أجل أن يكون لها مكانه في عالم الجلد المدور بالقارة السمراء.

مقالات ذات صلة

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ankara escort ankara escort