لا أعرف إن كانت هذه مزحةً أم ابتلاء، فمنذ منتصف الشهر الماضى كثر الحديث عن الفراخ البرازيلى وفوائدها وكأنها دواء لمرض إسمه غلاء اللحم الأبيض، ولكن يبدو أن الدواء فيه سمٌ قاتل هذه المرة، والسم هنا هو شرعية ذبح هذه الدواجن فى بلادها، وقيمتها الغذائية بالنسبة للمستهلكين.
يبدو حقاً أن الأمر مبهم بالنسبة لشرعية ذبح هذه الدواجن البرازيلية، ولا تعجب حول تلاهف الصحف والإعلام للترويج والتسويق لهذه الدواجن، وإثبات شرعية ذبحها، خاصةً بعد إعلان الغرفة التجارية عن طرح ٥٠ طناً فى الأسواق المحلية.
ظهر أيضاً على الجانب الآخر معارضين لقرار الحكومة بضخ هذه الكمية من الدواجن البرازيلية ، بحيث قدم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي والمهتمين بمجال التغذية فوائد وأضرار الدواجن المجمدة بشكلٍ عام.
ولخص الناشطون أن الدواجن الطازجة تختلف عن المجمدة بحيث تحمل الدواجن المجمدة ضعف السعرات الحرارية بالنسبة للطازجة ، فضلاً عن احتواء الدواجن المجمدة على كمية أكبر من الصوديوم والملح عن للطازجة، وهو ما يؤثر بدوره على جسم المستهلك.
ويواجه الرياضيون وسط هذه الموجه من الدواجن حيرةً حول تناولها، فالمصدر الغذائي الأهم بالنسبة لمعظم الرياضين أصبح “خوارزمى السعرات” ومجهول الفوائد، فالدواجن بشكل عام هى أحد المصادر الأساسية للبروتينات وبناء العضلات بالنسبة للرياضين، ولكن مع الشكوك وكثرة التساؤلات حول الدواجن البرازيلية المطروحة بالأسواق، قد يؤثر تواجدها على إقبال الرياضين عليها، وهو ما قد يعود بالسلب عليهم وعلى أنظمتهم الغذائية.
وما يدور بذهنى حقاً عند سماع أسعار هذه الدواجن هى تلك المقولة ” إذا رأيت شيئاً بالمجان فاعلم أنك السلعة ” ، فهل نحن وسط هذه الموجه والأزمة فى نقص الدواجن نواجه أزمة ً أكبر ؟