حسناً لنبدء عزيزي القارئ..لكن أولاً دعني ألقي عليك سؤالين..هل تطمح أن ترى إبنك او أخيك أوصديقك لاعباً محترفاً؟ وهل أنت ميسور الحال أم رجل بسيط؟ إجابتك على السؤال الثاني تحدد ما إذا كان بإمكانك أن تحقق ماتتمنى.
الكرة في مصر ومبدء (أدفع..تطلع)
كما ذكرنا بالأعلى أن إجابتك تحدد ما إن كنت قادر على تحقيق حلمك وحلم إبنك، لأنك ببساطة إن لم تكن قادر على دفع المال مقابل لعب إبنك كرة القدم لن تراه يلعب، هكذا تسير العملية داخل الأكاديميات الخاصة بكرة القدم في مصر بل وأيضاً قطاعات الناشئين.
چينيريشن فوت والإستثمار الفعلي
في السنغال وتحديداً في العاصمة السنغالية “داكار” تقع أكاديمية”چينيريشن فوت” لكرة القدم، والتى أسسها اللاعب السنغالي السابق “مادي توريه” في عام ٢٠٠٢، وبعدها بـ٣ سنوات ينتقل أول لاعب من الأكاديمية للأحتراف بالخارج، وهو اللاعب “بابيس سيسيه” حيث أنتقل لنادي “ميز الفرنسي”وهو الشريك الرسمي للأكاديمية في أوروبا، وله الحق في الحصول على المواهب من الأكاديمية وتسويقها لمختلف الفرق الأوروبية.
في عام ٢٠٠٧ تم وضع حجر الأساس لإنشاء مدينة كاملة خاصة بالأكاديمية، تحتوي على كافة المنشآت الرياضية والثقافية والتعليمية، لتساعد اللاعبين على التأقلم والإندماج مع الثقافة الأوروبية عند الإحتراف.
إقرأ أيضًا|المحسوبية والواسطة..فشل جديد لاتحاد كرة القدم
الراعي الرسمي
بعد أن تم الإنتهاء من وضع حجر الأساس للأكاديمية، نجح “مادي توريه”مؤسس الأكاديمية، في توقيع عقد مع نادي “ميتز الفرنسي”للحصول على رعاية الأكاديمية،وبذلك يوفر النادي الفرنسي كافة سبل الدعم للأكاديمية، من خلال تزويدهم بالمدربين والمطورين، وكافة الإصلاحات على مستوى المنشآت الرياضية، وتوفير الملابس، مقابل أن تقوم الأكاديمية بإكتشاف المواهب، بداية من سن الخامسة وتطويرها حتي سن الثامنة عشر، بعد ذلك يتوجه اللاعبين الأفضل بينهم للأحتراف في النادي الفرنسي مباشرةً، وليس بالضرورة نادي”ميتز” فقط بل أي نادي في أوروبا، وتحصل الأكاديمية على مئات الآلاف من الدولارات.
جني الثمار
لاشك أن احتراف العديد من اللاعبين في القارة الأوروبية، يعود بالنفع لأي منتخب وأي بلد داخل القارة الإفريقية، على سبيل المثال المنتخب السنغالي الذي يحترف كل لاعبيه في أكبر الدوريات الأوروبية، قد وصل لنهائى بطولة الأمم الأفريقية في آخر نسختين من البطولة،ونجح في الفوز بآخر نسخة منها، ولاننسى نجم المنتخب السنغالي، وأفضل لاعب داخل القارة الإفريقية “ساديو ماني” أحد اهم اللاعبين الذين خرجوا من الأكاديمية، والذي يتجاوز عددهم الـ٣٥ لاعب، من ضمنهم إسماعيلا سار، ونيابي جيالو، وشيخ تيديني، وديافارا ساخو، وبابيس سيسيه.
فنكوش “كابيتانو مصر”
في تجاربنا المصرية، قمنا بمشروع لإكتشاف المواهب المصرية داخل القرى والريف ومختلف المحافظات، وهو مشروع ” كابيتانو مصر” برعاية وزارة الشباب والرياضة..ولكن أين النتائج؟ أين الثمار؟ كم لاعب إلى الآن تم إكتشافه من هذه المشاريع، لا نقول احترف للخارج بل نقول خرج أنتقل إلى أحد الأندية المحلية؟ لا تجد.. لأنه عندما يكون الهدف من هذه المشاريع هو مجرد الظهور، الظهور فقط لاغير مع بعض الضحكات والتصفيقات، لن تخرج لاعب لأن إختيار المسؤولين في بلدنا لايقاس بالكفاءة مطلقاً.
إقرأ أيضاً|لما تكون كل مميزاتك إن ابنك صاحب صلاح”.. ماجد سامي يسخر من هزيمة شباب الفراعنة ضد نيجيريا